كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

على ما من به من سوابغ إنعامه، وجزيل فضله وإكرامه.
والواجب على المكلفين في كل زمان ومكان، الأخذ بما صح وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد أن يعدل عن ذلك إلى غيره، ومن عجز عن ذلك في شيء من أمر دينه فعليه بما كان عليه السلف الصالح والصدر الأول، فإن لم يدر شيئا من ذلك، وصح عنده عن أحد الأئمة الأربعة المقلدين الذين لهم لسان صدق في الأمة، فتقليدهم سائغ حينئذ; فإن كان المكلف أنزل قدرا، وأقل علما، وأنقص فهما، من أن يعرف شيئا من ذلك، فليتق الله ما استطاع، وليقلد الأعلم من أهل زمانه، أو من قبلهم، خصوصا من عرف بمتابعة السنة، وسلامة العقيدة، والبراءة من أهل البدع; فهؤلاء أحرى الناس وأقربهم إلى الصواب، وأن يلهموا الحكمة، وتنطق بها ألسنتهم; فاعرف هذا، فإنه مهم جدا.
ثم لا يخفاك أنه قد ألقي إلينا أوراق وردت من جهة عمان، كتبها بعض الضالين، ليلبس ويشوش بها على عوام المسلمين، ويتشبع بما لم يعط من معرفة الإيمان والدين؛ وبالوقوف على أوراقهم، يعرف المؤمن حقيقة حالهم، وبعد ضلالهم، وكثافة أفهامهم، وأنهم ملبوس عليهم، لم يعرفوا ما جاءت به الرسل، ولم يتصوروه، فضلا عن أن يدينوا به ويلتزموه; وأسئلتهم وقعت لا لطلب الفائدة والفهم، بل للتشكيك والتمويه، والتحلي بالرسم والوهم; ومن السنن

الصفحة 276