كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

المأثورة عن سلف الأمة وأئمتها، وعن إمام السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، قدس الله روحه: التشديد في هجرهم، وإهمالهم، وترك جدالهم، واطراح كلامهم، والتباعد عنهم حسب الإمكان، والتقرب إلى الله بمقتهم، وذمهم، وعيبهم.
وقد ذكر الأئمة من ذلك جملة في كتب السنة، مثل: كتاب "السنة" لعبد الله بن الإمام أحمد، و "السنة" للخلال، و "السنة" لأبي بكر الأثرم، و"السنة" لأبي القاسم، اللالكائي، وأمثالهم; فالواجب نهي أهل الإسلام عن سماع كلامهم ومجادلتهم; لا سيما وقد أقفر ربع العلم في تلك البلاد، وانطمست أعلامه; قال في الكافية الشافية:
فانظر ترى لكن نرى لك تركها حذرا عليك مصائد الشيطان
فشباكها والله لم يعلق بها من ذي جناح قاصر الطيران
إلا رأيت الطير في شبك الردى يبكي له نوح على الأغصان
إذا عرف هذا، فإحدى الورقتين المشار إليهما ابتدأها الملحد الجاهل بسؤال يدل على إفلاسه من العلم، ويشهد بجهالته وضلالته; وهو قوله: الرؤية الثابتة عند أهل السنة والجماعة في الجنة، هل هي بصفات الجلال، أو الجمال، أو الكمال؟! ولم يشعر هذا الجاهل الضال أن الرؤية تقع على الذات المتصفة بكل وصف يليق بعظمته، وإلهيته، وربوبيته، من جلال، وجمال، وكمال;

الصفحة 277