كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

وأن صفات الجلال ترجع إلى الملك، والمجد، والسلطان، والعزة; والجمال وصف ذاتي، كما أن الجلال كذلك، والكمال حاصل بكل صفة من صفاته العلى.
فله الجلال الكامل، والجمال الكامل، والمجد، والعزة التي لا تضاهى ولا تماثل; فهذه أوصاف ذاتية لا تنفك عنه في حال من الأحوال، وإنما يقال: تجلى بالجلال، والمجد، والعزة، والسلطان، إذا ظهرت آثار تلك الصفات; كما يقال تجلى بالرحمة، والكرم، والعفو، والإحسان، إذا ظهرت آثار تلك الصفات في العالم; ويستحيل أن يرى تعالى، وقد تخلو عنه صفة جلال، أو جمال، أو كمال.
ولو وقف هذا الغبي على ما جاء في الكتاب والسنة، من إثبات الرؤية، وتقريرها، ولم يتجاوز ذلك إلى تخليط صدر عمن لا يدري السبيل، ولم يقم بقلبه عظمة الرب الكبير الجليل، لكان أقرب إلى إيمانه وإسلامه.
وأما قوله: وما الفرق بين صفات المعاني، والمعنوية؟ فهذه الكلمة، لو فرضت صحتها، فالجهل بها لا يضر، ولم تأت الرسل بما يدل بحال أن من صفات الله ما هو من المعاني وما هو من الصفات المعنوية; وهذا التقسيم: يطالب به الأشعرية والكرامية ونحوهم; فلسنا منهم في شيء; والعلم آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنة متبعة; وما ليس هكذا سبيله، فالواجب اطراحه وتركه;

الصفحة 278