كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

به في كل عصر ومصر أهل السنة، وعسكر القرآن، وأكابر أهل الدين والإيمان؛ فعليك بالجد والاجتهاد، واعتد به من أفضل الزاد للمعاد، قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [سورة غافر آية: 51-52] .
هذا وقد ألقى إلي ورقة جاءت من نحوكم، سودها بعض الجهمية المعطلة، مشتملة على إنكار علو الله على خلقه واستوائه على عرشه ; كما هو رأي جهم وأشياعه; محتجا صاحبها بشبهات كسراب بقيعة، من نظر إليها من أهل العلم والمعرفة تيقن أنه من الأدلة على أن قائله قد عدم العلم والإيمان، والحقيقة، وأنه أضل ممن: {ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [سورة الكهف آية: 104] ؛ وقد أبداه قائله، ليتشبع بما لم يعط من العلم، ويتزيا بغير زيه، فكشف الله سوأته، وأبدى خزيته، وصار كلامه دليلا على جهله وعماه، وضلاله عن سبيل رشده وهداه.
فأول ما رسم في هذه الورقة المشار إليها قوله: وفقك الله لأقوم طريق، هل لكلمة التوحيد، وهي "لا إله إلا الله" شروط، وأركان، وآداب؟ فإن قلت: نعم، فما هي؟ هذا لفظه. وقد عرفت: أن هذا الرجل ليس من أهل هذا الفن، ولا يدري ما هنالك.
والتوحيد عند هذه الفرقة الجهمية، حقيقته تعطيل

الصفحة 295