كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

على الرسل، اعتمادا على أقوال الصابئة والفلاسفة، وأمثالهم من شيوخ القوم الذين لم يلتفتوا إلى ما جاءت به الرسل، ولم يرفعوا به رأسا، فضلا عن معرفته وقبوله، فما لهذا السائل وآداب كلمة الإخلاص؟!.
وأما الأركان فركناها: النفي، والإثبات; نفي استحقاق الإلهية عما سوى الله، وإثباتها لله وحده، على وجه الكمال; وأما الآداب، فالدين كله يدخل في مدلولها، وآدابها.
وأرفع مراتب الآداب وأعلاها: مرتبة الإحسان، وهي أعلى مقامات الدين; وبسطها يعلم من معرفة شعب الإيمان، وواجباته، ومستحباته; وعندهم: أن الإيمان مجرد التصديق، فلا يشترط عمل القلب وعمل الأركان، في حصول الحقيقة المميزة بين المسلم والكافر: هذا رأي الجهمية الجبرية; فالأعمال عندهم ليست من مسماه، والتصديق والإخلاص ليسا من أركانه; وهذا يعرفه صغار الطلبة، فكيف يترشح هذا الجهمي لما ليس من فنه، ولا من علمه; وفي المثل: ليس هذا عشك، فادرجي; والمقصود: إفادة مثلك; وأما السائل: فليس كفوا للرشاد إلى الهدى.
ثم قال الجهمي في ورقته: وقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه آية: 5] ما معناه: استواؤه مختص بالعرش أو به وبغيره، لأنه تعالى ما نفى استواءه عن غيره;

الصفحة 298