كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

وتعارض الآيات والأحاديث، أم آيات الأخيرة، فقد قيل في الأولى: لأنها ليست من المتشابهات، لأن الاستواء معلوم، والكيف مجهول، وما نفى الاستواء عن غير العرش.
هذا كلامه بحروفه، نقلناه على ما فيه من التحريف، واللحن، ليعتبر الناظر، ويعرف المؤمن المثبت، حال هؤلاء الجهال، الضلال، الحيارى.
فأما قوله: إذا أقررت لله مكانا معينا، فاعلم: أن أهل السنة والجماعة، ورثة الرسل وأعلام الهدى، لا يصفون الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقص، ينتهون حيث انتهى بهم، تعظيما للموصوف، وخشية، وهيبة، وإجلالا.
وأما أهل البدع، فيخوضون في ذلك، ويصفونه بما لم يصف به نفسه، ويلحدون فيما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يتحاشون من الكلام في ذلك بالبدع التي لا تعرف؟ وقد ذم الله هذا الصنف في كتابه، ووصفهم بالخوض بما لم يأتهم عنه ولا عن رسله، وذكر الله عن أصحاب النار أنهم قالوا، لما قيل لهم: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} [سورة المدثر آية: 42-43-44-45] ، فوصفهم بالعتو عن طاعته، وعدم الانقياد لعبادته، بقوله: {لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [سورة المدثر آية: 43] ، ووصفهم بعدم الإحسان والمعروف بقوله: {وَلَمْ

الصفحة 304