كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

الدارمي، وغيرهما، عن ابن مسعود رضي الله عنه: " ليس عند ربكم ليل ولا نهار، نور السماوات والأرض من نور وجهه "، وهذا الذي قاله ابن مسعود، رضي الله عنه أقرب إلى تفسير الآية، من قول من فسرها: إنه هادي أهل السماوات والأرض; وأما من فسرها بأنه: منور السماوات والأرض، فلا تنافي بينه، وبين قول ابن مسعود، والحق أنه نور السماوات والأرض، بهذه الاعتبارات كلها.
وفي صحيح مسلم وغيره، من حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه قال: "قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات: إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام"1 فذكرها، وفي صحيح مسلم، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه "2، قال شيخ الإسلام: معناه: كان ثم نور، أو حال دون رؤيته نور، وأنى أراه; قال ويدل عليه: أن في بعض الألفاظ الصحيحة: هل رأيت ربك؟ قال: "رأيت نورا" وذكر الكلام في الرؤية، ثم قال: ويدل على صحته، ما قال شيخنا، في معنى حديث أبي ذر رضي الله عنه.
قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "حجابه النور": فهذا النور - والله أعلم - هو النور المذكور في حديث أبي ذر: " رأيت نورا "3 وأما السبحات، فهي نور الذات المقدسة العلية، وهي: النور الذي استعاذ به صلى الله عليه وسلم، وكلامه فيه إيماء إلى أنه
__________
1 مسلم: الإيمان (179) , وابن ماجه: المقدمة (195) , وأحمد (4/405) .
2 مسلم: الإيمان (178) , والترمذي: تفسير القرآن (3282) , وأحمد (5/157 ,5/170 ,5/175) .
3 مسلم: الإيمان (178) .

الصفحة 316