كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

أيديكم; ويلزمكم بكتب السنة، من الأمهات الست وغيرها، والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل.
ثم جمعت بعض أقوال أهل العلم، وما أفتوا به في هذا الكتاب، وتحذيرهم للطالب والمسترشد; فمن ذلك: قول الذهبي - في ترجمته للغزالي -: وأخذ في تأليف الأصول، والفقه، والكلام، والحكمة، وأدخله سيلان ذهنه، في مضائق الكلام، ومزال الأقدام، ولله سر في خلقه، وساق الكلام - إلى أن قال -: ذكر هذا عبد الغافر - إلى أن قال -: ثم حكى عنه أنه راجع العلوم، وخاض في الفنون الدقيقة، والتقى بأربابها، حتى تفتحت له أبوابها، وبقي مدة، وفتح عليه باب من الخوف، بحيث شغله عن كل شيء - إلى أن قال - ومما كان يعترض عليه به، وقوع خلل من جهة النحو، في أثناء كلامه، وروجع فيه، فأنصف واعترف بأنه ما مارسه.
ومما نقم عليه، ما ذكر من الألفاظ المستبشعة بالفارسية في كيمياء السعادة والعلوم، وشرح بعض الصور والمسائل، بحيث لا يوافق مراسم الشرع، وظواهر ما عليه قواعد الملة. وكان الأولى به، والحق أحق ما يقال: ترك ذلك التصنيف، والإعراض عن الشرح له. فإن العوام ربما لا يحكمون أصول القواعد بالبراهين والحجج، فإذا سمعوا شيئا من ذلك، تخيلوا منه ما هو أضر بعقائدهم، وينسبون ذلك إلى بيان مذهب الأوائل.

الصفحة 322