كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

قال الذهبي: ما نقله عبد الغافر على أبي حامد في الكيمياء، فله أمثاله في غضون تواليفه، حتى قال أبو بكر بن العربي: شيخنا أبو حامد بلع الفلاسفة، وأراد أن يتقيأهم فما استطاع. انتهى.
ومن معجم أبي علي الصدفي، في تأليف القاضي عياض له، قال الشيخ: أبو حامد، ذو الأنباء الشنيعة، والتصانيف العظيمة، غلا في طريق التصوف، وتجرد لنصر مذهبهم، وصار داهية في ذلك، وألف فيه تآليفه المشهورة؛ أخذ عليه فيها مواضع، وساءت به ظنون أمة، والله أعلم بسره، ونفذ أمر السلطان عندنا بالمغرب، وفتوى الفقهاء بإحراقها، والبعد عنها، فامتثل ذلك. انتهى.
ونقل أبو المظفر يوسف، سبط ابن الجوزي، المتهم بالتشيع، في كتابه: رياض الأفهام قال: ذكر أبو حامد في كتابه: سر العالمين، وكشف ما في الدارين، وقال في حديث: " من كنت مولاه فعلي مولاه " إن عمر قال: بخ، بخ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة، قال أبو حامد: وهذا تسليم ورضى، ثم بعد هذا غلب عليه الهوى، حبا للرياسة، وعقد البنود، وأمر الخلافة، ونهيها، فحملهم على الخلاف {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [سورة آل عمران آية: 187] ، وسرد كثيرا من هذا الكلام الفسل الذي تزعمه الإمامية.

الصفحة 323