كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

قال الذهبي: وما أدري ما عذره في هذا، الظاهر أنه رجع عنه، وتبع الحق. قلت: هذا إن لم يكن من وضع هذا، وما ذاك ببعيد، ففي هذا التأليف بلايا لا تستطاب، قلت: ما ذكره الذهبي ممكن، والغرض: أن ما ينسب إلى هذا الرجل، لا يغتر به، ويجب هجره واطراحه، لما في كتبه من الداء العضال، والعثرات التي لا تقال.
قال الذهبي: قد ألف الرجل في ذم الفلاسفة كتاب التهافت، وكشف عوراتهم، ووافقهم في مواضع، ظنا منه أن ذلك حق، أو موافق للملة، ولم يكن له علم بالآثار، ولا خبرة بالسنن النبوية، القاضية على العقل، وحبب إليه إدمان النظر في كتاب رسائل إخوان الصفا، وهو داء عضال، وجرب مردئ، وسم قاتل، ولولا أن أبا حامد من الأذكياء وخيار المخلصين، لتلف.
فالحذر، الحذر، من هذه الكتب! واهربوا بدينكم من شبه الأوائل، وإلا وقعتم في الحيرة، فمن رام النجاة والفوز، فليلزم العبودية، وليكثر الاستغاثة بالله، وليبتهل إلى مولاه، في الثبات على الإسلام، وأن يتوفى على إيمان الصحابة وسادة التابعين، والله الموفق، فبحسن قصد العالم، يغفر له، وينجو إن شاء الله تعالى.
وقال أبو عمر بن الصلاح: فصل في بيان أشياء مهمة أنكرت على أبي حامد; ففي تواليفه أشياء لم يرتضها

الصفحة 324