كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

يدعهم إليه، وأنتم لا يسعكم؟ فترك الواثق المحنة.
والمقصود: أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة الاتباع، وطاعة الغير سائغة الاتباع، وقد عكس الناس القضية، بآراء غير مرضية. قال بعض العلماء: مات أبو بكر، وعمر، ولم يعرفا الجوهر والعرض ولا لفظ الجهة، ولا الحيز؛ بل درجا على ما عليه صاحبهما درج، وتركا ما فيه الضيق والحرج.
وقد سد السلف رضوان الله عليهم باب الخوض والكلام فيما لم يكن على عهد السلف الكرام، لأنهم أعرف بالله، وبأسمائه، وصفاته، ولم يتكلموا فيها بما يحيلها عن ظاهرها المراد اللائق بالله لا بالعباد، وهم أزكى الأمة عقولا، وأوفرها علوما، وأرسخها إيمانا، أثبتوا لله ما أثبته لنفسه وما أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم وكانوا أشد الناس في ذلك، وفي سد تلك الطرق والمسالك المفضية إلى المهالك. روى عثمان بن سعيد الدارمي قال: حدثنا الحسن بن الصباح قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، قيل له: "كيف نعرف ربنا؟ قال: بأنه فوق السماء السابعة، بائن من خلقه".
قال الواسطي رحمه الله، واعلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث بأفصح اللغات، وأبين الألسنة والعبارات، وقد صرح ببيان صفات الله، مخبرا بها عن ربه، واصفا له بها؛ وكان

الصفحة 336