كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

[جواب الشيخ محمد بن عبد اللطيف في إطلاق لفظة تبارك على غير الله]
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن: هل يجوز إطلاق لفظة (تبارك) على غير الله؟ مثل من يقول: تبارك علينا فلان، أو تباركت الدابة، ونحو ذلك؟ وهل هو دعاء، أو إخبار، فلا يمنع منه؟ أو صفة من الصفات، فلا تطلق إلا على الله؟
فأجاب:
الحمد لله، هذه المسألة قد كفانا جوابها شمس الدين ابن القيم، رحمه الله تعالى، في بدائع الفوائد، بأوضح عبارة وأبينها، لمن أراد الإنصاف، وسلم من التعصب والاعتساف، وصرف المعاني عن حقائقها إلى ما لا تدل عليه، ولا تفهم منه.
قال رحمه الله: فصل: وأما البركة، فهي نوعان:
أحدهما: بركة هي فعله تبارك وتعالى، والفاعل منه مبارك يتعدى بنفسه تارة، وبأداة (على) تارة، وبأداة (في) تارة، والمفعول منها مبارك وهو ما جعله كذلك، فكان مباركا يجعله تعالى; والنوع الثاني: بركة تضاف إليه تعالى، إضافة الرحمة، والعزة، والفعل منها (تبارك) ولهذا لا يقال لغيره ذلك، ولا يصلح إلا له عز وجل؛ فهو سبحانه المتبارك، وعبده، ورسوله المبارك، كما قال المسيح: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً

الصفحة 342