كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

وابن سبعين، وأتباعهم: أمر معلوم عند من قرأ القرآن، ودخل في قلبه الإيمان; فإما أن يكون هذا المورد من جنس الأنعام السارحة، أو يكون من أتباع ابن عربي، وإخوانه، من أهل وحدة الوجود، وأراد التلبيس على خفافيش البصائر، فينبغي بيان ما عليه الطائفتان.
فاعلم أن الذي عليه الصحابة، والتابعون، وأتباعهم، والأئمة الأربعة، وجميع أهل السنة والجماعة، في جميع الأعصار، والأقطار، أنهم يعتقدون ما دل عليه الكتاب والسنة من أسماء الرب تعالى وصفاته، وأفعاله، ويثبتونه لله على ما يليق بجلاله، مع اعتقادهم: أنه دال على معان كاملة، ثابتة في نفس الأمر، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يعتقدون أن الله لا يشبهه شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله; فمن شبه الله بخلقه فقد كفر; ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيها; ويعتقدون أن الله مستو على عرشه، بائن من خلقه، ليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، وأن العرش فوق جميع المخلوقات.
ويؤمنون بعموم مشيئة الرب، وسبق قضائه وقدره، وأن جميع ما في الكون من خير وشر، كله بقضاء الله وقدره، وداخل تحت مشيئته الكونية القدرية، وأنه أمر بالإيمان به

الصفحة 348