كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

قالوا وما عبدوا سواه وإنما ... ضلوا بما خصوا من الأعيان
ولو أنهم عَمّوا وقالوا: كلها ... معبودة ما كان من كفران
قالوا: ولم يك كافرا في قوله ... أنا ربكم فرعون ذو الطغيان
بل كان حقا قوله إذ كان عـ ... ين الحق مضطلعا بهذا الشأن
قالوا: ولم يك منكرا موسى لما ... عبدوه من عجل لذي الخوران
إلا على من كان ليس بعابد ... معهم وأصبح ضيق الأعطان
ولقد رأى إبليس عارفهم فأهـ ... وى بالسجود هوي ذي خضعان
قالوا له: ماذا صنعت؟ فقال: ... هل غير الإله وأنتم عميان
ما ثَمّ غيرٌ فاسجدوا إن شئتم ... للشمس والشيطان والأصنام
فالكل عين الله عند محقق ... والكل معبود لذي العرفان
هذا هو المعبود عندهم فقل ... سبحانك اللهم ذا السبحان
وقال أيضا:
واحتج يوما بالقرآن عليهم شخص فقالوا: الشرك في القرآن
فلينظر اللبيب إلى ما قاله هؤلاء من الكفر العظيم، من كونهم يقولون: إن ربهم هو المطعوم، والملبوس، والمشموم، والمنكوح، والمذبوح، ونحو ذلك، تعالى الله وتقدس، وأن الكفر هو الهدى، وأن المجوس إنما عبدوا الله، وإنما ضل من ضل بتخصيصه عبادته ببعض المخلوقات، ولا يكون موحدا عندهم إلا من عبد جميع الموجودات. ومن قولهم: إن فرعون صادق في قوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [سورة النازعات آية: 24] وأن موسى إنما أنكر على من ترك عبادة العجل، وأنكر

الصفحة 350