كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

فالنصوص الصريحة في إثبات صفات الرب، على ما يليق بجلاله وكماله، واستوائه على عرشه، وأنه فوق جميع مخلوقاته.
ونفي النقائص والعيوب عنه وعن صفاته، معلومة مقررة، وما أشكل من بعضها على بعض الناس يكفيه الإيمان به، مع القطع بأنه لا يخالف ما ظهر له، ولا يناقضه؛ وليحذر طالب الحق من كتب أهل البدع، كالأشاعرة، والمعتزلة، ونحوهم، فإن فيها من التشكيك، والإيهام، ومخالفة نصوص الكتاب والسنة ما أخرج كثيرا من الناس عن الصراط المستقيم، نعوذ بالله من الخذلان.
وأما هذا الذي ألقى هذه الشبهة إليكم، فيجب تعريفه، وإقامة الحجة عليه، بكلام الله تعالى وكلام رسوله، وكلام أئمة الدين; فإن اعترف بالحق وببطلان ما عليه أهل البدع من الاتحادية وغيرهم، فهو المطلوب، والحمد لله؛ وإن لم يفعل، وجب هجره ومفارقته، إن لم يتيسر قتله وإلقاؤه على مزبلة، لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل الإسلام.
وأما قوله: هل يفسر العجب بالرضى؟
جوابه: أن يقال: ما جاء إطلاقه على الرب سبحانه، من العجب، والرضى، والغضب، والسخط، ونحو ذلك، فما يتعلق بمشيئته وإرادته يجب إثباته على ما يليق بالله

الصفحة 357