كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 3)

من عبارات السلف الصالح المقتدى بهم، في باب أسماء الرب سبحانه وتعالى وصفاته، ومثل ذلك لفظ: الجهة والحيز، وغير ذلك من الألفاظ المجملة التي تحتمل حقا وباطلا، لا يوجد شيء من ذلك في كلام السلف الصالح؛ ومن نسب ذلك وما شابهه إلى السلف، فهو مخطئ في ذلك، لأن الطريقة المعلومة من السلف الصالح، والجادة المسلوكة المعتبرة عندهم في باب أسماء الرب تعالى وصفاته، أنهم لا يتكلمون في ذلك إلا بما تكلم الله به، أو تكلم به رسوله، كما قال الإمام أحمد رحمه الله: لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يتجاوز القرآن والحديث.
ولفظ: الجوهر، والعرض، والجسم، فيما يتعلق بذات الرب سبحانه وتعالى، وأسمائه، وصفاته، إثباتا أو نفيا، سجية مذمومة، وقد نص جماعة من أهل السنة على أن إطلاق مثل هذه الألفاظ في هذا الباب أمر مبتدع، وكلام مخترع، لا يجوز للمنتسب إلى السنة إطلاقه على الرب سبحانه وتعالى، إثباتا أو نفيا; ولا يجوز نسبته إلى السلف الصالح.
ونحن نقتصر على ما وجدنا من كلام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ونذكره مختصرا، مقتصرين على المقصود منه، قال رحمه الله: وأما ما لا يوجد عن الله ورسوله، إثباته ونفيه، مثل: الجوهر، والجسم، والجهة،

الصفحة 359