كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 3)

ذكر وقوع
الخلف بين الملكين: الأفضل والظاهر
ولما استقر الملك الكامل وعسكره عند أبيه ظهر الوهن في عسكر الملك الأفضل، (1) وكثرت المخامرة والنفاق فيه (¬1)، وانحلت بذلك العزائم، ووقع من المفاسد القبيحة أن الملك الظاهر كان له مملوك خاص يؤثره (2) ويميل إليه جدا (¬2)، يقال له أيبك، فقد في عسكره، (3) فاغتم الملك الظاهر لفقده وعظم عليه ذهابه (¬3)، وظنّ أنه دخل إلى دمشق، فأنفذ إلى دمشق من يكشف خبره منها، واطلع الملك العادل على هذه الواقعة، فأرسل إلى الملك الظاهر يقول له:
«إن محمود بن الشكرى أفسد غلامك، وحمله إلى أخيك الأفضل».
فقبض الملك الظاهر على ابن الشكرى (¬4)، فظهر (¬5) المملوك عنده، فنفر قلب الملك الظاهر من أخيه الملك الأفضل، وامتنع (6) من لقائه مدة، وتقاعد (¬6) عن الحرب.
¬_________
(¬1) (ك): «وكثرت المخامرين»
(¬2) (ك): «ويحبه حبا شديدا»
(¬3) هذه الفقرة ساقطة من (ك)
(¬4) (ك): «السكرى»
(¬5) (ك) «فطلع»
(¬6) هذه الجملة ساقطة من (ك)

الصفحة 106