كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 3)

إيجابا وإباحة وندبا وحظرا، فقال صلى الله عليه وسلم: «تناكحوا تكثروا، فإنى أباهى بكم الأمم يوم القيامة»، وكفى بالنكاح في تحقيق مباهلته فخرا - صلى الله عليه وعلى آله صلاة تجمع لهم شرف الدنيا والأخرى -.
وكان من قضاء الله وقدره النكاح المسطور في هذا الكتاب الذى فاح في مناشق الأولياء نشرا، ولاح في مشارق الآلاء يسرا، وجمع في سماء المعالى للأيام والليالى شمسا وبدرا، وأمر بأحكام عهده للدين أمرا، وسرّ بإبرام عقده للدولة سرّا، قرنه الله بالميامن والبركات التي تتأبد دهرا، وتتخلد عصرا».
ثم قرئ كتاب الصداق، وعقد العقد بحضور الملك الظاهر صاحب حلب.

ذكر انتظام
الصلح بين الملوك والحلف
ثم اجتمع الفقهاء من جانب الملوك آخر النهار، وعملوا نسخة اليمين، وطوّلوا المجلس بالمناظرة فيها والجدال.

قال عماد الدين:
«ولو أنهم توافقوا لوفّقوا، ولم يقعوا من المراء فيما وقعوا، ولأعطوا القوس باريها، وجرت القضية (11 ا) أحسن مجاريها، وكنت حرّرت نسخة يمين يعجز نسخها، ويبعد بعد لزوم عقدها فسخها، لكنهم اختلفوا ولم يتفقوا، وولّدوا من ذلك الاختلاف وفاقا، وهيهات أن يتفق الضدان، ويجتمع الفرقدان، فحرّروا يمينا في ألفاظها حنثها، وأبرموا نسخة في معانيها نقضها، لتعليق عقودها على شروط يمتنع وجودها».

الصفحة 35