كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 3)

له على هذا العزم (¬1) أن عماد الدين - صاحب سنجار - (2) كان قد تعدّى على بعض أعمال الموصل، وجرت بينهم مراجعات في ذلك، فلم يرجع عماد الدين عن تعديه، ووصل إليه رسول من نور الدين في معنى إعادة ما أخذ، فأغلظ [عماد الدين] (2) القول للرسول وردّه خائبا.
فلما توفى عماد الدين جلس ابن أخيه نور الدين للعزاء في الموصل [ثلاثة أيام] (¬2) ثم قصد نصيبين فنازلها وأخذها، وكان قطب الدين بها فاحتمى بقلعتها، ثم هرب منها هو وأتابكه مجاهد الدين يرنقش ليلا (3) إلى ديار بكر ثم إلى حرآن (¬3).
ثم دخل نور الدين قلعة نصيبين، (4) وملكها وملك بلادها (¬4)، وراسل قطب الدين الملك العادل، وبذل له الأموال الكثيرة لينجده على نور الدين، ويعيد إليه نصيبين، [فأجابه إلى ذلك] (2).
ولما ملك نور الدين نصيبين وقع المرض بكافة أمرائه (¬5)، وعاد إلى الموصل وقد توفى منهم جماعة.
ثم رجع نور الدين إلى الموصل (24 ا) لما بلغته حركة الملك العادل إلى الشرق.
ثم رجع قطب الدين إلى نصيبين فملكها.
¬_________
(¬1) (س): «على ذلك».
(¬2) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
(¬3) (س): «إلى بلده سنجار».
(¬4) النص في (س): «منازلها وأخذها، واستولى على ما فيها من الذخائر وملك جميع بلادها».
(¬5) النص في (س): «وقع في مرض هو وجميع أمرائه، وبلغه حركة الملك العادل إلى البلاد الشرقية».

الصفحة 79