كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 3)

ذكر توجه
الملك العادل إلى البلاد الشرقية
ومنازلته ماردين وأخذ ربضها (¬1)
وورد على الملك العادل كتاب النظام مدبر مملكة حسام الدين يولق (¬2) أرسلان بن إيلغازى بن ألبى الأرتقى - صاحب ماردين - يستدعيه ليسلم إليه ماردين، ويأخذ منه عوضا عنها.
ووردت عليه رسل قطب الدين - صاحب سنجار - يستدعيه إلى نجدته (¬3).
فسار الملك العادل إلى الشرق، وقطع الفرات، فلما وصل البلاد لم يف له النظام بما تقرر بينهما باطنا، وندم على ما كاتبه به، فبعث الملك العادل إلى ابنى أخيه: الملك العزيز، والملك الظاهر، يستنجد بهما، فوصله عسكر من مصر وهم ألفا فارس (¬4)، ووصله عسكر من حلب، عدتهم خمسمائة فارس، مقدمهم سيف الدين بن علم الدين بن جندر (¬5).
ونازل الملك العادل ماردين، وجدّ في حصارها ومضايقتها، فعدمت بها الأقوات، وأصاب أجنادها مرض عظيم، وملك الملك العادل الربض ونهبه، وبقى (¬6) محاصرا للقلعة.
¬_________
(¬1) (س): «أرضها».
(¬2) (س): «ترلو».
(¬3) (س): «نصرته».
(¬4) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س) يعد التصحيح، فالنص هناك: «وهم ألفين فارس».
(¬5) (س): «حيدر».
(¬6) (س): «وجدّ في محاصرة القلعة».

الصفحة 80