كتاب ذيل مرآة الزمان (اسم الجزء: 3)

ابن الشهرزوري. وكان دمث الأخلاق، لطيف الخلوة، محاضراً بالحكايات والأشعار، مكمل الأدوات؛ وتصانيفه وإن كانت مفيدة ولكنها منحطة عن فضيلتها. وكانت ولادته بقلعة اربل سنة خمس وثلاثين وخمسمائة في بيت صغير منها. ولما وصل إلى اربل في بعض رسائله دخل ذلك البيت وأنشد:
بلاد بها نيطت عليّ تمائمي ... وأول أرض مس جلدي ترابها
وتوفي يوم الخميس تاسع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وستمائة بالموصل - رحمه الله - وأما حفيده تاج الدين صاحب هذه الترجمة فإنه لما استولى التتار على الموصل سنة ستين وستمائة كان بها، ثم انتقل عنها إلى بغداد فدخلها في شهر رمضان سنة سبعين وستمائة؛ وتوفي في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وستمائة هذه السنة؛ وبيته بيت فضيلة وتقدم ورئاسة، ولما مات رثاه جماعة منهم شمس الدين محمد الواعظ المعروف بابن الكوفي قال:
أرى الدهر يبدأ للبرية أسهما ... فتقصد منهم من تقصد أو رمى
ويعتمد الأعيان منهم بصرفه ... وإن كان لا يبغي سواهم مصمما
فما ترك الموت النبي محمدا ... ولا سالم الدهر المسيح بن مريما

الصفحة 15