كتاب ذيل مرآة الزمان (اسم الجزء: 3)

وفي حال تاج الدين موعظة لمن ... رأى ما دهى الحبر العليم المعظما
هو الحاكم العدل الذي شاع فضله ... فأنجد بالذكر الجميل وأتمها
لدنياه هارون استخار مساعدا ... وموسى لأخراه شفيعاً مكرما
وحاز دعاء الخلق إذ كان محسناً ... فلما قضى صار الدعاء ترحما
وليس يبالي من يخلف بعده ... جميل الثنا إن لا يخلف درهما
وفي الجانب الغربي كان قضاؤه ... وفيه قضى أمر له كان مبرما
وجيء فما رد القضاء قضاؤه ... ولا صد عند الحكم ما فيه حكما
أيا صاحب التعجيز عجزك الردى ... فلم نستطع عند الخطاب التكلما
ولا معجم الأقران عند جداله ... أبى الموت أن يلقاه إلا مسلماً
عنيت بتخليص العلوم مخلص ال ... ردى لك من كل العلوم معلما
ومختصر سير من الأرض قد غدا ... لمختصر الكتب الطوال تحكما
ألا يا غريب الدار أنى كلما ... ذكرتك زادت نار وجدى تضرما
وآبى على الأحزان إلا تجلدا ... ويأبى على الحزن إلا تصرما
فأمسيت من حر الفراق معذبا ... وأصبحت من برد الجنان منعما
وبشرني بالفوز في حشرة اسمه ... ونسبته لما عدت أحسن اللما
فعبد الرحيم من الرضي بن يونس ... بيونس في العقبى رضى وترحما
ألا فليراجع قلبه كل ذي حجى ... فمن راجع العقل استكان وسلما
وأيقن أن المرء يفنى وماله ... من الذخر إلا ما من الخير قدما
؟ عبد القاهر بن عبد الغني بن محمد بن أبي القاسم بن تيمية أبو الفرج

الصفحة 16