كتاب ذيل مرآة الزمان (اسم الجزء: 3)

صعقت لما استنار جماله ... فطور فؤادي مذ تجلى له دك
طما بحرأ جفاني فيانوح غفلتي أنت ... به فلهذا البحر يصطنع الفلك
وقال أيضاً رحمه الله:
يا نفحة البان هذي نفحة السحر ... تهدى إلينا شذى من عرفك العطر
ويا بريقاً بأفق الشام مطلعه ... محرر بحقك إيماضاً على بصري
ونبه الحي فالسمار قد رقدوا ... لعل بالجزع أعواناً على السهر
وقال أيضاً في مليح يلقب بالجدي:
رأيت في جلق أعجوبة ... ما إن رأينا مثلها في بلد
جدي له في صدغه عقرب ... وفي مطاوي الجفن منه أسد
وخلفه سنبلة تطلب المي ... زان لا ترضى بأخذ العدد
وقال في حسين الصواف:
لست أخشى حر الهجير إذا ... كان حسين الصواف في الناس حيا
فببيت من شعره اتقى الحر ... وبظل من أنفه أتفيا
وقال أيضاً من قصيدة:
كم استعذنا بهم من شر بينهم ... فما شعرنا بهم إلا وقد بانوا
وكم حرصنا أن لا نفارقهم ... ففارقونا وبعض الحرص حرمان
وما ألوم النوى في قبح ما صنعت ... لأن بعدكم والقرب هجران
لانت صلاد الصفا من فيح ما جزعى ... يوم الوداع ولا رقوا ولا لانوا

الصفحة 21