كتاب ذيل مرآة الزمان (اسم الجزء: 3)

وحنت النيب من وجد أنازلها ... شوقي المبرح والمشتاق حنان
وأقبلت سمرات الجفن عاطفة ... على حنيني ومال الطلح والبان
وأقبل الركب كل ذاكر شجنا ... له فؤاد بحر الوجد ولهان
وما النياق وأهل الركب والحجر الأ ... صم مع سمرات الحي صنوان
وإنما جمعتنا مع تباعدنا ... مناسب الحب والعشاق إخوان
وقال في حسين الصواف وقد خلع عليه الشمس العذار فرجية صوف وكان حسين يلازم في منزله رجلاً مقدسياً:
يهنيكم الصواف أصبح عابداً ... للرب غير مداهن ومدلس
خلع العذار عليه خلعة ناسك ... سوداء من شعر خشين الملبس
طويت له الأرض الفسيحة فاغتدى ... يجب المهامه في ظلام الحندس
فهو الصقيم بجلق وركوعه ... وسجوده أبداً ببيت المقدس
وسأل بدر الدين الأسعردي الشريف الناسخ الوقوف على بيتين من الشعر عملهما. فكتب إليه الشريف يقبل اليد وينمى أنه وقف على البيتين اللذين أسسا على التقوى وخلا كل بيت غيرهما من المعاني وأقوى فوجدهما في سبكهما كالإبريز وعزا على الناظمين فأمنا من التعزيز، وأما سؤاله عن التوطئة فقد ضاقت على غيره فيها المسالك وعلم بذلك الموطأ بأنه مالك، وللشريف رحمه الله تعالى:

الصفحة 22