كتاب ذيل مرآة الزمان (اسم الجزء: 3)

وأي ما بطل لاقاه في رهج ... عنه تولى جباناً غير منتصف
أم أي ما.. قد حل في يده ... ما راح منقصفاً في صدر مقتصف
يعان طعن المولّى عنه مزدلفاً ... وليس يطعن غير المقبل الدلف
ليوم صفين نجا عمرو حين هوى ... عن الجواد بدبر منه منكشف
وكان إن زاد فقر ومسكنة ... يحنو عليه حنوّ الوالد الترف
وهو الذي إذا دعى يوماً إليها سما ... الأنام من منكر منهم ومعترف
فتب إلى الله وأسرع وابتهل لعسى ... تنال منه الرضى في عرصة النجف
ولم أوقك ما استوجبت من فزع ... ولست أجمع سوء الكيل والخشف
وما أردت بهذا العض من رجل ... بمثله خلف من غابر السلف
ما كان مجرىً له إلا ليقطع عن ... تكفير أهل التقى والدين والصلف
وإن عتبت عليه وهو يسمعني ... لقد بكيت عليه وهو في الحذف
ومن يكن بينا من أخيه يبحث عن ... التنازع في الأموال والتحف
وكان صاحبنا بالأمس في حلب ... صدقاً وكنت به بالله حدّ خفي
كم مجلس جمعتنا فيه مسألته ... ثم افترقنا بشمل غير مؤتلف
وكان يحملني طوراً وأحمله ... طوراً وأكرمه بالبرّ واللطف
فلا عدت قبره في رحمة سمحت ... تجود تربته بالوابل الذرف
ما كان إلا كمصباح أضاء وخبا ... صاف ذبالته ما عاش ثم طفى

الصفحة 437