كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 3)

وَمن قصيدة فِي فَخر الدولة
(خلقت يقظان مروح الْعَنَان ... موقر الجأش جموح الْجنان)
(لَا أظلم الدَّهْر فقد سرني ... وعشت من أحداثه فِي أَمَان)
(فَإِن تكن أَيَّام دهري خلت ... فشأن أيامي الْبَوَاقِي وشاني)
(لقد تفيأت ظلال الصِّبَا ... وصم عَن طَاعَتي العاذلان)
(واستوقفت طرفِي فِي خصور الدمى ... وانتهبت عَقْلِي حُضُور الدنان)
(أفتق جلد اللَّيْل عَن ضوئها ... وَالصُّبْح كالنار خلال الدُّخان)
(يسْعَى بهَا فِي سقطات الندى ... أغن مَعْقُود حَوَاشِي اللِّسَان)
(مروع المقلة طاوي الحشى ... مؤنث الدل مَرِيض البنان)
(مقرطق تنفر أذياله ... عَن موجة يجذبها غُصْن بَان)
(مزنر يقلق سرباله ... كَأَنَّمَا زر على خيزران)
(فِي يَده شَمْطَاء متقولة ... ترفل فِي ملحفتي أرجوان)
(إِذا استدارت فرقا صرحت ... عَن شرر وابتسمت عَن جمان)
(إِذا طغا لؤلؤه خلته ... طلا على أَرض من الزَّعْفَرَان)
(تذكرني أنفاسها سحرة ... وَاللَّيْل وَالصُّبْح طليقا رهان)
(نشوة أنفاس الْأَمِير الَّذِي ... أدْرك مَا شَاءَ برغم الزَّمَان) // السَّرِيع //
لم يحسن فِي تَشْبِيه طيب رَائِحَة الشَّرَاب بِنَفس الممدوح وَهُوَ ملك مُعظم لِأَنَّهُ إِنَّمَا يشبه بِنَفس المعشوق وَقد مر مثل هَذَا النَّقْد فِي شعر المتنبي وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول
(نسيم أَفعَال الْأَمِير الَّذِي ... أدْرك مَا شَاءَ برغم الزَّمَان)
رَجَعَ

الصفحة 441