كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 3)

(هَذِه بَقِيَّة نفس فَارَقت وطنا ... وَفرْقَة النَّفس تتلو فرقة الوطن)
(نقلت عَن عقر دَار كنت آلفها ... إلْف القرارة صوب الْعَارِض الهتن)
(حَتَّى ترنحت فِي أفياء دولتها ... ترنح الظل بَين المَاء والغصن)
(فَالْآن قصر باعي وانْتهى طربي ... وشمرت فِي عقابي سطوة الزَّمن) // الْبَسِيط //
وَقَوله من أُخْرَى
(رب ليل مرقت من فحمتيه ... أَنا والعيس والقنا والبروق)
(ورقاد كخفقة النبض يغشى ... مقلة راعها الخيال الطروق)
(واستهلت لمصرع اللَّيْل ورق ... ثاكلات حدادها التطويق)
(فتضاحكت شامتا وَكَأن الصُّبْح ... جيب على الدجا مشقوق)
(سبك الشرق مِنْهُ تبرا مذابا ... لفرند الشعاع فِيهِ بريق)
(وتمشت على الرياض النعامى ... وثنى قده الْقَضِيب الرشيق)
(فَكَأَن التُّرَاب مسك فريك ... وَكَأن الْأَصِيل صبح فتيق)
(لَيْسَ إِلَّا تطرف الْعَيْش حَتَّى ... يتوشى لَك المُرَاد الأنيق)
(إِنَّمَا الْعَيْش رنة من حمام ... وسلاف يشجه معشوق)
(ومهب من الشمَال عليل ... ووشاح من الرياض أنيق)
(وملاء من الشَّبَاب جَدِيد ... ورداء من النسيم رَقِيق)
(وجمال من الرذاذ نثير ... فِي مروج ترابهن خلوق)
(لَا ترد مشرع الصبابة فاليأس ... رَفِيق إِذا اسْتَقل الْفَرِيق)
(شافه الْهم إِن طَغى بحريق ... سَله من زناده الراووق)

الصفحة 444