كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 3)

مَعهَا حَال معيشته وتنزاح بهَا علل نَفسه
وَهَذَا أنموذج من شعره قَالَ فِي الصاحب من قصيدة شَبَّبَ فِيهَا بشكاية الإخوان وَذكر مَرضا عرض للصاحب
(سرينا إِلَى الْعليا فَقيل كواكب ... وثرنا إِلَى الْجَلِيّ فَقيل قواضب)
(وفاضت لنا فَوق السنين نوافل ... فَمَا شكّ مَحل أَنَّهُنَّ سحائب)
(خلقنَا أشداء الْقُلُوب على الْهوى ... فَمَا تزدهينا الآنسات الربائب)
(فَمن دأبه منا نحول ودقة ... فمما جنى أحبابنا لَا الحبائب)
(أَبيت أنادي الدَّهْر جدلي بِصَاحِب ... وَجل طلاب الدَّهْر مَا أَنا طَالب)
(فَمَا جاد لي مِنْهُ بِغَيْر مُجَانب ... وَآخر خير مِنْهُ ذَاك المجانب)
(خَلِيل تحامته الأباعد والتوت ... على مهج الأدنين مِنْهُ العقارب)
(عقارب لَا يجرحن غير مَوَدَّة ... فهن لحبات الْقُلُوب لواسب)
(وَمَا كَانَ ظَنِّي أَن تبين شبيبتي ... وَإِن بَان جيران وشطت أقَارِب)
(فمذ راعني شرخ الشَّبَاب بفرقة ... تيقنت أَن لَا يستدام مصاحب)
(أخلاي أَمْثَال الْكَوَاكِب كَثْرَة ... وَمَا كل مَا يَرْمِي بِهِ الْأُفق ثاقب)
(بلَى كلهم مثل الزَّمَان تلونا ... إِذا سر مِنْهُم جَانب سَاءَ جَانب)
(مضى الود والإنصاف والعهد مِنْهُم ... فَمَا بقيت إِلَّا الظنون الكواذب)
(وَكنت أرى أَن التجارب عدَّة ... فحانت ثِقَات النَّاس حَتَّى التجارب)
(تدرع لإخوان الزَّمَان مفاضة ... وَلَا تلقهم إِلَّا وَأَنت محَارب)
(إِذا لم تكن مندوحة من مصاحب ... فسيف ورمح والفلا والركائب)

الصفحة 446