كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 3)

(فهن إِلَى وَفد الخطوب كتائب ... وَهن إِلَى كَافِي الكفاة صَوَاحِب)
(إِلَى ملك مذ أشرقت شمس جوده ... تَبَسم فِي وَجه الرَّجَاء المطالب)
(إِلَى من حمى عود الْعلَا فَهُوَ ناضر ... ورد إِلَيْهِ مَاءَهُ وَهُوَ ناضب)
(إِلَى من رعى بالجود سرب نعيمه ... فَلَا تتمطى فِي ذراه النوائب)
(وكل نعيم لم يعوذ بشاكر ... تفنن فِيهِ للذهاب مَذَاهِب)
(لعمري بني عباد الْمجد راسيا ... وَلَكِن لإسماعيل مِنْهُ المناكب)
(زُرَارَة لم يحلل بواديه مفخر ... وَلَكِن حوى غر المفاخر جَانب)
(وحلت قُرَيْش فِي اليفاع بهاشم ... وَإِن كَانَ سباقا إِلَى الْمجد غَالب)
(فَدَيْنَاك يَا كَهْف الْبَريَّة مَا الَّذِي ... أعَار الْمَعَالِي سقمك المتناوب)
(عَلَيْهَا من الإشفاق ثوب كآبة ... وخطب يدانيه الضنى مُتَقَارب)
(وَفِي كل دَار للأرامل ضجة ... بأدعية ضوضاؤها متجاوب)
(وَلَو شِئْت تَأْدِيب اللَّيَالِي فعلته ... فَلم ير مِنْهَا فِي جنابك خارب)
(وَلم تقرب الْحمى حماك وَلم يكن ... لسورتها فِي سُورَة الْمجد سارب)
(وحوشيت أَن تضري بجسمك عِلّة ... أَلا إِنَّهَا تِلْكَ الغروم الثواقب)
(ولاعج تَدْبِير وجائش همة ... سرى مِنْهُمَا بَين الجوانح لاهب)
(فَلَا تعذروها أَن رَأَتْ أشرف الورى ... وحلت بِهِ فالحر فِي الشَّمْس ناشب)
(لقد كَانَت الْأَيَّام حجب شمسها ... دياجي هموم دجنها متراكب)

الصفحة 447