كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 3)

(فَلَمَّا انتضاك الْبُرْء عَادَتْ كَأَنَّهَا ... غياهب بَأْس قشعتها مواهب)
(نظرت إِلَى دنياك نظرة قَادر ... فَلم يبْق فِيهَا سَائل ومغالب)
(سواي فَإِنِّي سَائل أَن تغب لي ... سحائب نعمى كُلهنَّ ربائب)
(فَمَا فِي لساني شكر مَا أَنْت منعم ... وَلَا فِي بناني حصر مَا أَنْت واهب)
(أنلني بقدري لَا بقدرك إِنَّمَا ... تجود على قدر الأتي المذانب) // الطَّوِيل //
وَقَالَ من أُخْرَى
(مستوقفي بَين ذل الصد والملل ... لاحظ لي مِنْك إِلَّا لَذَّة الأمل)
(أرضي بطيفك بل أرْضى بذكرك أَن ... يُتْلَى وذاكراي مقرونين فِي الْغَزل)
(وَلَا ترحلن فَمَا أبقيت من جلدي ... مَا أَسْتَطِيع بِهِ توديع مرتحل)
(وَلَا من الغمض مَا أقري الخيال بِهِ ... وَلَا من الدمع مَا أبْكِي على طلل)
(نعم لي العزمة لغراء إِن وخدت ... لم تحتفل بوجيف الْخَيل وَالْإِبِل)
(تحوي مرادي على رغم العواذل من ... رب الأكاليل لَا من ربة الكلل)
(قد زِدْت يَا لَيْلَة التوديع فِي حزني ... وَلم تزل يَا صباح الْوَصْل فِي جذل)
(وَأَنت يَا جسدا لج الْقَضَاء بِهِ ... حَتَّى برته يَد الأوجاع والعلل)
(كَيفَ احتملت الضنا فِي الظاعنين ضحى ... وَكنت للشوق فيهم غير مُحْتَمل)
(عجبت أَنى يحل السقم فِي بدن ... لَو شَاءَ جَازَ الردى سرا من الْأَجَل)
(لم يبْق مِنْهُ سوى قلب يقلبه ... فِي مطلب الْعِزّ بَين الْبيض والأسل)
(مقسم قلبه فِي كل مرحلة ... شوقا إِلَى الْعِزّ لَا شوقا إِلَى الْغَزل)

الصفحة 448