كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 3)

(وَالشَّمْس تلحظ من خروق حجابها ... مرضى الجفون سقيمة الأضواء)
(وكأنما هتك الْحجاب متيم ... عَن غر وَجه الغادة الْحَسْنَاء)
(وَكَأن مولي الرياض ضرائر ... تزهى بخضرتها على الخضراء)
(قد أبرزت زهراتها وازينت ... وتعطرت وتبرجت للرائي)
(والنور منحسر القناع كَمَا بَدَت ... للناظرين محَاسِن الْعَذْرَاء)
(والنبت رَيَّان المهزة مائل ... شَرق محاجر زهره بِالْمَاءِ)
(مسحت بأجنحة الصِّبَا أعرافه ... وجلت مداوسها متون إضاء)
(فترى الظباء إِذا وردن حيالها ... ككواعب قابلتهن مرائي) // الْكَامِل //
أَخذه من قَول ابْن المعتز
(وَترى الرِّيَاح إِذا مَسَحْنَ غديره ... صفينه ونقين كل قذاة)
(مَا إِن يزَال عَلَيْهِ ظَبْي كارع ... كتطلع الْحَسْنَاء فِي الْمرْآة) // الْكَامِل //
32 - أَبُو الْفرج الساوي
أشهر كتاب الصاحب بِحسن الْخط مَعَ أَخذه من البلاغة بأوفر الْحَظ وَكَانَ الصاحب يَقُول خطّ أبي الْفرج يبهر الطّرف ويفوت الْوَصْف وَيجمع صِحَة الْأَقْسَام وَيزِيد فِي نخوة الأقلام
وَأما شعره فَمن أمثل شعر الْكتاب كَقَوْلِه فِي مرثية فَخر الدولة
(هِيَ الدُّنْيَا تَقول بملء فِيهَا ... حذار حذار من بطشي وفتكي)
(فَلَا يغرركم حسن ابتسامي ... فَقولِي مضحك وَالْفِعْل مبكي)
(بفخر الدولة اعتبروا فَإِنِّي ... أخذت الْملك مِنْهُ بِسيف هلك)

الصفحة 458