كتاب تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (اسم الجزء: 3)

الفصل التاسع
أعلام الكتّاب
1 - ابن (¬1) المقفع
فارسى الأصل، اسمه روزبه بن داذويه، كان أبوه من قرية إيرانية تسمى جور، نزل البصرة، وظل على دينه مجوسيا مانويا، غير أنه استعرب سريعا، لاختلاطه بمواليه آل الأهتم التميميين، وهم يشتهرون باللسن والفصاحة والخطابة، ولم يلبث أن عمل فى دواوين الخراج للحجاج، وظهرت عليه خيانة فى أموال الدولة، فضربه الحجاج ضربا مبرّحا تقفّعت (يبست) منه يده، فسمّى من حينئذ المقفّع، ولم يسلم، بل مات على دينه، وعليه نشأ ابنه، ويظهر أنه عنى عناية شديدة بتأديبه، حتى أتقن اللغتين الفارسية والعربية، وقد مضى يتكسّب بصناعة أبيه، فاشتغل، فى دواوين العراق آخر زمن بنى أمية، إذ كتب لعمر بن هبيرة والى العراق لهشام بن عبد الملك، وكتب لابنه يزيد فى ولايته العراق لمروان بن محمد، ولابنه الثانى داود فى ولايته على كرمان بإيران وأفاد منهما أموالا كثيرة. ولما قامت الدولة العباسية كتب لسليمان بن على عم المنصور وواليه على البصرة، ولأخيه عيسى بن على والى الأهواز وعلى يديه أعلن إسلامه وتكنى بأبى محمد، ويقال إنه حين حاول اعتناق الإسلام طلب إليه عيسى أن
¬_________
(¬1) انظر فى ترجمة ابن المقفع وأخباره الفهرست ص 172 والجهشيارى ص 103، 109 وفى مواضع متفرقة وأمالى المرتضى 1/ 134 وثلاث رسائل للجاحظ (طبعة فنكل) ص 42 و 47 والبيان والتبيين 1/ 115 وفى مواضع متعددة (انظر الفهرس) والحيوان 1/ 76، 6/ 330 ومروج الذهب للمسعودى 4/ 242 واعجاز القرآن الباقلانى ص 18 وزهر الآداب 1/ 181 والأغانى (طبعة الساسى) 18/ 200 وغرر الخصائص الواضحة للوطواط (طبعة بولاق) ص 408 وخزانة الأدب للبغدادى 3/ 495 وتحقيق ما للهند من مقولة (طبعة ليبزج) ص 76 ومقدمة كليلة ودمنة لعبد الوهاب عزام (طبع دار المعارف) وضحى الإسلام لأحمد أمين 1/ 195 ومن حديث الشعر والنثر لطه حسين (طبع دار المعارف) ص 46.

الصفحة 507