تعاطف النعوت
يجوز عطف النعوت بعضها على بعض متبعة كانت أو مقطوعة تقول: (مررت برجل كريم شاعر خطيب) ويجوز أن تقول (مررت برجل كريم وشاعر وخطيب) قال تعالى: {سبح اسم ربك الأعلى خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى} [الأعلى: 1 - 4]، وقال الشاعر:
إلى الملك القرم وابن الهمام ... وليث الكتيبة في المزدحم (¬1).
وتعطف النعوت بالواو كما مر، وإذا دلت على ترتيب وتعقيب عطفت عند ذاك بالفاء، قال تعالى: {والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا} [المرسلات: 1 - 5]، وقال: {والصافات صفا فالزاجرت زجرا فالتاليات ذكرا} [الصافات: 1 - 3].
قال أبو حيان: " ولا يجوز - أي العطف - بالفاء إلا أن دلت على أحداث واقع بعضها على أثر بعض، نحو: مررت برجل قائم إلى زيد فضاربه فقالته" (¬2).
وإن دلت الأحداث على ترتيب وتراخ عطفت بـ (ثم) فتقول: (مررت برجل قائم إلى زيد ثم ضاربه ثم قاتله) وتقول: (مررت برجل أعانني ثم أكرمني) ومنه (مررت برجل راكب ثم ذاهب) فبين أن الذهاب بعده وأن بينهما مهلة غير متصل به (¬3).
إلى غير ذلك من حروف العطف الأخرى كالعطف بـ (أو) أو بـ (لا) بحسب المعنى المقصود (¬4).
ويجب العطف في الصفات إذا تعددت لتعدد الموصوفين، بها نحو (مررت برجال كاتب وشاعر وفقيه) أي كل رجل منهم له صفة من هذه الصفات.
¬__________
(¬1) انظر الهمع 2/ 119، شرح الرضي 1/ 107 - 108
(¬2) الهمع 2/ 119، كتاب سيبويه 1/ 213
(¬3) كتاب سيبويه 1/ 213
(¬4) انظر كتاب سيبويه 1/ 213