كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 3)

هـ ـ وينصرف إلى الاستقبال أيضا إذا كان منفيا بـ (لا) أو (إن) في جواب القسم، نحو (والله لا كلمتك أبدًا) ونحو {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده} [فاطمة: 41]، أي ما يسكهما ونحو:
ردوا فوالله لازدناكم أبدا
و:
والله لا عذبتهم بعدها سقر
فلا يلزم تكرير (لا) هنا، كما يلزم في الماضي المعنى (¬1). فإن الفعل الماضي لا ينفي بـ (لا) إلا إذا كررت، نحو (لا ذهبت ولا رجعت) ونحو (فلا صدق ولا صلى) [القيامة: 31]، فإن كان مستقبل المعنى لم يلزم تكرار (لا).
8 - إحتمال المضي والاستقبال وذلك في مواطن منها:
أ - بعد همزة التسوية: نحو قوله تعالى: {سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الوعظين} [الشعراء: 136]، ونحو {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص} [إبراهيم: 21]، ونحو سواء علي أقمت أم قعدت، إذا يحتمل أن يراد ما كان منك من قيام أو قعود أو ما يكون من ذلك (¬2).
ب - بعد حرف التخصيص نحو: هلا فعلت، وإلا ذهبت إليه، ونحو قوله تعالى: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقوا في الدين} [التوبة: 122]، فهذا يحتمل المضي والاستقبال (¬3).
جاء في شرح ابن يعيش: فأما قوله تعالى: {لولا أخرتني إلى أجل قريب} [المنافقون: 10]، فقد وليه الماضي إلا أن الماضي هنا في تأويل المستقبل كما يكون بعد
¬__________
(¬1) انظر شرح الرضي 2/ 250، الهمع 1/ 9
(¬2) الهمع 1/ 9، وانظر شرح الرضي 2/ 250
(¬3) شرح الرضي 2/ 250، الهمع 1/ 9، شرح ابن يعيش 8/ 144

الصفحة 315