كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 3)

وقلت: (صدر أراح عازب همه) لتغير المعنى، وصار الكلام مبهما عامًا غير مراد منه صدر معين، ويصبح الكلام لا فائدة فيه، وكذلك وقوله: (وأطلس عسال) وقوله: (وليلة نحس يصطلي القوس ربها) فلو قلت: (ليلة نحس يصطلي القوس ربها) لكان الكلا عاما، فالواو تؤدي معنى خاصا لا يؤدي بحذفها كما ذكرت.
وأما الفاء، وبل، فالأظهر أن بعدهما (رب) محذوفة، ولذا يصح إظهار (رب) بعدهما (¬1).، والمعنى لا يتغير وذلك كقوله:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
فإنه يصح القول (رب مثلك حبلى قد طرقت موضع)
وقد تكون الفاء هذه واقعة في جواب الشرط كقوله:
وإن أهلك فذي حنق لظاه ... علي يكاد يلتهب التهابا
والمعنى: فرب ذي حنق.
وكذلك (بل) قال الرضي: " وأما الفاء وبل فلا خلاف عندهم أن الجر ليس بهما بل بـ (رب) المقدرة بعدهما، لأن (بل) حرف عطف بها على ما قبلها، والفاء جواب الشرط (¬2)." يعني في البيت السابق.
على
على للاستعلاء، حقيقيا كان أم مجازيا، ولفظها يدل على ذلك، فهي من العلو، جاء في المقتضب، " على تكون حرف خفض على حد قولك: على زيد درهم، وتكون فعلا نحو قولك: (علا زيدٌ الدابة) و (على زيد ثوب) و (علا زيدًا ثوب) والمعنى قريب (¬3).
¬__________
(¬1) الرضي 2/ 369
(¬2) شرح الرضي 2/ 369
(¬3) المقتضب 4/ 426

الصفحة 47