كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 3)

قيل ومن هذا المعنى قوله تعالى: {إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي} [ص: 32]، أي قدمته عليه، وقيل هي على بابها وتعلقها بحال محذوفة، أي منصرفا عن ذكر ربي (¬1).
والتعليل نحو: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعده وعدها إياه} [التوبة: 114]، ونحو (وما نحن بتاريكي آلهتنا عن قولك) [هود: 53]، ويجوز أن يكون حالا .. أي ما نتركها صادرين عن قولك (¬2).
ومرادفة بعد نحو: {عما قليل ليصبحن نادمين} [المؤمنون: 40] (¬3). وفيها معنى المجاوزة، أي بعد مرور وقت قليل.
والظرفية كقوله:
وآس سراة الحي حيث لقيتهم ... ولا تك عن حمل الرباعة وانيا
والرباعة نجوم الحمالة، ، قيل لأن (وني) لا يتعدي إلا بـ (في) بدليل: {ولا تنيا في ذكري} [طه: 42]
والظاهر أن معنى (وني عن) جاوزه ولم يدخل فيه، ووني فيه دخل فيه وفتر" (¬4).
ومرادفة الباء نحو: {وما ينطق عن الهوى} [النجم: 3]، والظاهر أنها على حقيقتها، وأن المعنى: وما يصدر قوله عن هوى (¬5).
قالوا: وتأتي إسمًا بمعنى جانب وذلك إذا دخلت عليها (من) كقولك: (جئته من عن يمينه) (¬6)، والمعنى جئته من جانب يمينه أو من جهة يمينه.
¬__________
(¬1) المغني 1/ 147
(¬2) المغني 1/ 148
(¬3) المغني 1/ 148
(¬4) المغني 1/ 148
(¬5) المغني 1/ 148
(¬6) كتاب سيبويه 2/ 309، المغني 1/ 149، ابن يعيش 8/ 41

الصفحة 56