كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 3)

الكاف
الكاف تفيد التشبيه نحو: (هو كالبحر جودًا) وهي (كالبدر)، وما ذكر لها من معان أخرى ترجع في حقيقتها إلى معنى التشبيه. فما ذكر لها من معان:
التعليل: واستدل مثبتو ذلك بقوله تعالى: {واذكروه كما هداكم} [البقرة: 198] قالوا أي لهدايته إياكم، وأنكره الأكثرون (¬1).
وهي للتشبيه فيما أرى، ونحن نستعمل مثل هذا التعبير في كلامنا الدارج فنقول (أحسن إلى فلان مثلما أحسن إليك) و (اصنع له خيرا مثل ما صنع إليك) و (اذكره مثلما ذكرك) أي اصنع مثل فعله، وقابله بمثل ما فعل، واعمل مشابهًا لعمله، ونحو ذلك.
والاستعلاء: مثل قولهم: (كن كما أنت) والمعنى كن على ما أنت عليه. وكونها للتشبيه ظاهر، أي كن مثلما أنت عليه الآن لا تغير، أي لتشبه حالتك في المستقبل حالتك الآن (¬2).
وزائدة تفيد التوكيد، وجعلوا منه قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} [الشوري: 11]، قال الأكثرون: " التقدير ليس شيء مثله إذ لو لم تقدر زائدة صار المعنى ليس شيء مثل مثله فيلزم المحال، وهو إثبات المثل، وإنما زيدت لتوكيد نفي المثل" (¬3).
وجاء في (شرح الرضي على الكافية) أنه" يحكم بزيادتها عند دخولها على (مثل) في نحو (ليس كمثله شيء) أو دخول مثل عليه كقوله (فأصبحوا مثل كعصف مأكول) إذ الغض أنه لا يشبه بالمشبه، فلا بد من زيادة إحدى أداتي التشبيه، وزيادة ما هو حرف أولى (¬4).
¬__________
(¬1) المغني 1/ 176
(¬2) المغني 1/ 176، وانظر حاشية الصبان 2/ 225
(¬3) المغني 1/ 179، وانظر لسان العرب 14/ 132، المقتضب 4/ 418
(¬4) شرح الرضي 2/ 380

الصفحة 60