كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 3)

وأن تكون بمعنى من، نحو (سمعت له صراخًا) (¬1). والظاهر أنها للاختصاص.
والتبليغ وهي الجارة لاسم السامع لقول أو ما في معناه، نحو قلت له وأذنت له وفسرت له (¬2). وهي للاختصاص أيضا.
والتعليل: كقوله تعالى: {إنما نطعمكم لوجه الله} [الإنسان: 9]، وجئت للاستفادة، وهي تفيد الاختصاص أيضا إذ الأطعام مختص بذلك، والمجيء مختص بذلك (¬3).
وموافقه إلى نحو قوله تعالى: {بأن ربك أوحي لها} [الزلزلة: 5]، والظاهر أنها للاختصاص أيضا، ونحو قوله تعالى: {إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار} [إبراهيم: 42]، وهو للتعليل كما تقول (أنا أعدك لذلك اليوم)، وأدخرك له، أي لأجله.
وذكروا منه قوله تعالى: {كل يجري لأجل مسمى} [الرعد: 2]، بدليل قوله تعالى: {كل يجري إلى أجل مسمى} [لقمان: 29].
والظاهر أن ما ورد باللام بفيد التعليل، بمعنى كل يجري لبلوغ الأجل، أي كل يجري لهذه الغاية كما تقول: كلهم يجري لوصول الهدف ولبلوغه، وأما ما جاء بـ (إلى) فهو يفيد الانتهاء. جاء في (درة التنزيل): قوله تعالى: {ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير} [لقمان: 29].
وقال في سورة الزمر: {يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى} [الزمر: 5].
للسائل أن يسأل عن اختصاص ما في سورة لقمان، بقوله {كل يجري لأجل مسمى} وما سواه إنما هو {يجري لأجل مسمى}.
¬__________
(¬1) انظر المغني 1/ 208 - 209، 213
(¬2) المغنى 1/ 213
(¬3) شرح الرضي على الكافية 2/ 364

الصفحة 65