كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور (اسم الجزء: 3)

اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة".
(السنن 4/601-602- ك الزهد، ب ما جاء في الصبر على البلاء ح 2398) وقال: حديث حسن صحيح) . وأخرجه الدارمي في سننه (2/320- ك الرقاق، ب أشد الناس بلاء) ، والحاكم في المستدرك (1/41) كلاهما من طريق: سفيان، عن عاصم به نحوه. وأخرجه ابن حبان (الإحسان 4/253 ح 2910) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد به. وأخرجه الضياء المقدسي في (المختارة 3/252-255 ح 1056-1059) من طرق عن عاصم به. قال محققه في جميع هذه الروايات: إسناده صحيح، وعزاه العراقي للطبراني وصحح إسناده (تخريج الأحياء 5/2100 ح 3310) .
قوله تعالى (وآتيناه أهله ومثلهم معهم)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وآتيناه أهله ومثلهم معهم) قال الحسن وقتادة: أحيا الله أهله بأعيانهم، وزاده إليهم مثلهم.
انظر سورة ص آية (41-44) للمزيد عن أيوب عليه الصلاة والسلام.
قوله تعالى (وإسماعيل وإدريس وذا الكفل)
انظر سورة مريم آية (56-57) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قوله (وذا الكفل) قال رجل صالح غير نبي تكفل لنبي قومه أن يكفيه أمر قومه، ويقيمه لهم، ويقضى بينهم بالعدل، ففعل ذلك فسمي ذا الكفل.
وقد رجح ابن كثير أن ذا الكفل نبي وتوقف الطبري في ذلك.
قوله تعالى (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
قال الترمذى: حدثنا محمد بن يحيى. حدثنا محمد بن يوسف. حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له".
(السنن 5/528- ك الدعوات ح 3505) وأخرجه أحمد (المسند 1/170) والحاكم في (المستدرك 2/382-383- ك التفسير) من طريق محمد بن علي الرقي عن محمد بن يوسف به، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأخرجه الضياء المقدسي في المختارة (3/233-236 ح 1040-1042) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق به مطولاً، وصحح محققه أسانيدها. وصححه أحمد شاكر في حاشيته على المسند (ح 1462) ، وصحح إسناده الألباني (صحيح سنن الترمذي ح 2785) .

الصفحة 393