كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 3)

رقم 26 لسنة 1936 بإعادة تنظيم الجامع الأزهر، وهو آخر تعديل لهذا التنظيم: -
1 - القيام على حفظ الشريعة الغراء: أصولها، وفروعها، واللغة العربية، وعلى نشرهما.
2 - تخريج علماء يوكل إليهم تعليم علوم الدين واللغة في مختلف المعاهد والمدارس ويلون الوظائف الشرعية في الدولة.
وهذا هو الغرض من الجامع الأزهر، لا من تاريخ هذا القانون فقط، ولا من تاريخ أول قانون وضع لتنظيم الأزهر، ولكنه غرضه من يوم أن انسلخت عن الأزهر الصبغة الشيعية التي أنشىء لتركيزها وتنميتها والقضاء بها على المذاهب الأخرى. من يوم أن تولى الظاهر بيبرس ملك مصر سنة 658 هجرية، وأعاد إلى الأزهر حياته العلمية التي أبطلها صلاح الدين الأيوبي عملا منه على إزالة كل أثر للفاطميين، فمن ذلك الحين-فقط- تبتدىء حياة الأزهر العلمية التي لا تتقيد برأي ولا مذهب، ولا تقتصر على علم من العلوم، فقد درست فيه جميع العلوم الشرعية على اختلاف المذاهب والأصول، ودرست فيه علوم اللغة العربية بجميع مذاهبها وآرائها، ودرست فيه آراء علماء العقيدة لا فرق بين فرقة وفرقة، كما درس فيه كثير من العلوم الرياضية والعقلية، مما رأى سلفنا أن له نفعا في تكوين الفكرة الإسلامية، وخدمة الشريعة والعقلية، مما رأى سلفنا أن له نفعا في تكوين الفكرة الإسلامية، وخدمة الشريعة واللغة، كان هذا هو الغرض من الجامع الأزهر منذ ذلك الحين، ولم يكن موزعا على طلاب العلم بحيث يختص كل فريق منهم بناحية معينة على نحو ما نرى اليوم، بل كان جميع طلابه ينهلون من جميع علومه، لا اختصاص لأحد بعلم، إلا ما كان عن طريق الاستعداد الفطري، والميل النفسي، وقد مرت بالأزهر أطوار مختلفة، كان فيها بين الصحة والمرض، والتقدم والتأخر، والنهوض

الصفحة 14