كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 3)

-5 -

ومن شعر الخفاجي قصيدته «الشهداء»:
بطولتهم لكل فتى نشيد وذكر فدائهم أبدا جديد
ومجد جهادهم في الدهر باق يضن به على الدهر الخلود
شباب للعلا ثاروا غضابا تناديهم وقد ثاروا الجدود
مشيئة مصر أن تحيوا كراما فذودوا عن حقوق الشرق ذودوا
حياة العز أو موت زؤام ولا يجدي التردد والقعود
دعاهم للعلا داع فهبوا جنود في نضالهم أسود
فما يلهيهم في الروع وعد ولا يثني عزائمهم وعيد
أباة والأبي يعيش حرا كأن مضاءه القدر العيد
يثور على الحديد فلا حديد ويزأر في القيود فلا قيود
وينهض للعظائم في جلال ويفعل ما يريد كما يريد
لمصر حياتهم كانت فداء وشعب تلك غايته يسود
هم الشهداء قد ضحوا كراما فكل بين واديه شهيد
ويوم فدائهم للمجد ذكرى ويوم جهادهم للشرق عيد
هم الكرماء قد بروا وجادوا ويحيى ذكرهم بر وجود
قبورهم تفوح شذا وعطرا وتجفوها الأزاهر والورود
وفي البيداء تخشع في جلال ويخشع من جلالتها الوجود
كسى الشهداء تلك البيد مجدا تشيد بذكره أرض وبيد
وليس لما بنى الشهداء مثل وليس لتضحياتهم نديد
ويهتف باسمهم شعب أبى تكاد الأرض إذ غضبوا تميد
عزيز أمسه الماضي كريم طريف مجده الباقي تليد

- 6 -
ويقول الشاعر المصري كامل أمين، من قصيدة له وجهها إلى الخفاجي:

الصفحة 424