كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 3)

نوفمبر من هذا العام، حيث تآمرت انجلترا وفرنسا ومعهما عدوتنا إسرائيل التي يحركها الإستعمار كما يشاء، وغزوا بقواتهم منطقة سينا، ثم انهالت الطائرات والقنابل تدمر مدن مصر ومنشآتها وفق ما يشاء الأعداء، وصمدت مصر والمصريون صمود الأبطال.
وقامت المعركة في بور سعيد، هذه المعركة الخالدة التي كتب فيها المصريون أروع الصفحات طول عصور تاريخهم المجيد، والتي سار فيها القتال من شارع إلى شارع، ومن منزل إلى منزل، ووقف جيش مصر وشعبها في بور سعيد يصدون العدوان، ويقامون جنود الامبراطورتين العجوزتين ومعهم جنود إسرائيل من مجرمي الحرب، ومن الهابطين من الجو، والصاعدين من البحر. وتتبع الوطن المصري أنباء القتال أولا بأول؛ وساعة بساعة، ووقفوا حول المذياع يسمعون وصف المعركة.
وينصتون لأنبائها، يزدهيهم الفخر والكبرياء والمجد والعظمة لبطولة جيشهم النادرة، وعظمة الشعب المصري الكامنة المتوارثة خلال الأحقاب والأجيال، وكأن مجرمي الحرب إيدن وموليه أرادا أن ينتقمان من مصر لتأميمها قناة السويس في 26 يوليو 1956 فرصدوا لها الأساطيل الجيوش والطائرات.
ولكن مجرم الحرب إيدن، ومجرم الحرب موليه، ومعهما تابعهما بن غوريون هزموا وانتصرت مصر في معركة بور سعيد وقاوم المصريون في أرض المعركة وثبتوا ثبات الجبال، واحتمى إيدن وموليه بقرار هيئة الأمم المتحدة الذي نص على وجوب وقف القتال في الساعة الثانية صباح الأربعاء 7 نوفمبر عام 1956.
وهل أنسى الأسبوع الأول للحرب، وكانت غارات طائرات الأعداء مستمرة على القاهرة كل دقيقة، حيث لا يجد أحد متنفسا يأخذ فيه لحظة هادئة متمتعا بنعمة الأمن والتفكير والتحرر من الخوف، وكنا في القاهرة

الصفحة 433