كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 3)

البرابرة الغزاة أن أرض مصر حرام على المستعمرين، وأنها أمنع من العقاب، ما دام شباب مصر وشيوخها حريصين على أن يفتدوها بالمهج والأرواح.
يا وطني: لقد وقفت خلال عصور التاريخ ضد الغزاة الفاتحين مقاتلا باسلا، ومحاربا صلبا، فطردت الهكسوس والفرس واليونان والرومان من أرضك، وطردت الصليبيين والتتار من ثراك الطاهر، وأقمت بسواعد أبنائك حضارات مشرقة، وامبراطوريات مصرية ضخمة انحنى لها التاريخ، وهتف بذكرها الزمان.
يا وطني: بيد أحمد ورمسيس، وبيد عمرو بن العاص وصلاح الدين، وبيبرس وبرقوق، وعرابي وجمال: رفعت أعرق لواء، وأمجد راية، وأرفع شعار للحرية والمجد والعظمة والجلال والقوة.
يا وطني: إن الامبراطورية المصرية في عهد عمرو بن العاص وخلفائه، ثم عهد المعز وذريته، ثم في عهد صلاح الدين الأيوبي وسلالته، ثم في عهد المماليك، ثم في القرن التاسع عشر: كانت من أعظم الأعمال في التاريخ، وكانت رمزا وعزة ومنارة للإسلام والمسلمين، وكهفا تأوي إليه الحضارة والثقافة الإسلامية.
يا وطني الخالد: لقد وقف الإنجليز في القرنين التاسع عشر والعشرين لنهضتك وحريتك ومجدك بالمرصاد، فقضوا على الأسطول المصري في نافارين، وقضوا على الجيش المصري وحرموه ثمرة انتصاراته الحربية العظيمة في عهد محمد علي، ونهبوا امبراطورية مصر بسياسة الخداع والتضليل، ثم صفوا بقاياها في عهد إسماعيل، ثم ورثوها في عهد توفيق بعد الاحتلال، ولكنهم وشرفك وكفاح أبنائك ونضال شعبك الحر

الصفحة 435