الإسلامية، وفي كثير من الهيئات العلمية، ولا ننسى أنه اختير عام 1940 للسفر للسودان؛ ليشارك في تأسيس مدرسة الحقوق العليا في الخرطوم، وقد قام حينذاك بمهمته خير قيام، وكان مضرب المثل في علو المنزلة وسمو المكانة بين السودانيين والمصريين على السواء.
ومثل الأزهر في كثير من المؤتمرات الثقافية واللغوية والأدبية، ووجه الثقافة فيه الوجهة الرفيعة العميقة، التي أثرت في بناء الجيل الحاضر تأثيرا كبيرا.
ويمثل الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد أفكارا لغوية، لها منهجها ودقتها وعمقها، فهو يرى ضرورة تربية الحس اللغوي، لينتهي بصاحبه إلى الذوق الأدبي، ويبدأ بالكلمة لينتهي إلى الأسلوب فالأدب نفسه، ودور الكلمة في الأدب دور كبير، وأثرها في بناء العمل الأدبي ضخم وجليل.
والشيخ محمد محيي الدين يقف دائما في مجال الريادة:
فهو أول من فكر في تأليف كتب دينية مزدانة بالمناسب للأطفال، فألف خمسة أجزاء: اثنين للبنين، واثنين للبنات، وكتابا مشتركا، وقد ذاعت هذه الكتب آنذاك، حتى كان المرحوم الدكتور عبد الوهاب عزام يذكر أنه شاهد لها ترجمات بالفارسية وبالتركية.
وهو من أول من عنى بكتب التراث وتحقيقها تحقيقا علميا دقيقا، مما يتجلى لنا فيما حقق من أمهات كتب التراث في الأدب والنقد والبلاغة واللغة والنحو والصرف، ولذلك يعد بحق شيخ العلماء المحققين.
وهو أشهر شارح ومفسر لكتب القدماء في مختلف فنون العلم، وقد سهل بذلك على الجيل المعاصر قراءة هذه المصادر، والإفادة منها والاغتراف من بحرها. . وقد اختارت مؤسسة (بريل) في هولندا نشر شرحه