من القسم الابتدائي، وكان له كتاب ألفه في هذا المجال، وسماه «نفحة الريحان في علم البيان»، وكان الكتاب يحوي مباحث كثيرة دقيقة، ولكنه لم ينح فيه هذا المنحى التجديدي الممتع الذي لمسناه فيما بعد في «نشأة النحو».
وللشيخ الطنطاوي عدا ذلك كتابه «تصريف الأسماء»، الذي أشهد أنه يجب دراسته في أقسام الدراسات العليا لا في الفصول الدراسية في الكلية نفسها. . وله كذلك مقالات كان ينشرها في مجلة «رسالة الإسلام» التي تصدرها دار التقريب، والتي لا يطلع عليها أحد، وما كان أجدره أن ينشر هذه المقالات في كتاب ليتسنى للناس أن يقفوا على علم الرجل وسعة إطلاعه. .
أما حياة الشيخ فبسيطة بساطة نفسه وأخلاقه، ولكنها حياة كبيرة بمغزاها وأثرها. .
ولد الشيخ في 7 سبتمبر 1895 ببلدة أكوة الحضة مركز تلا منوفية من أسرة متدينة محافظة تعيش في الريف عيشة الهدوء والاستقامة، ومهد له والده السبيل إلى التعليم الديني، فأدخله مكتب القرية لحفظ القرآن الكريم، وحفظ كتاب اللّه، وأخذ يتلقى تجويده على يد فقيه من فقهاء القرية، ثم بعث به والده إلى الجامع الأحمدي في طنطا عام 1327 ه 1909 في أول عهده بالنظام، فانتسب إلى الشعبة الأولى على مذهب الإمام مالك، واستمر في التعليم يحوطه التوفيق حتى نال الابتدائية عام 1331 ه - 1913 م، ثم تزوج إتباعا لسنة الريف في الحرص على الزواج المبكر، واستمر يوالي كفاحه العلمي حتى كان في طليعة الناجحين في الشهادة الثانوية عام 1335 ه- 1917. وفي القسم العالي بسنواته الأربع دأب في التحصيل، وجد في الإطلاع. وثابر على الدراسة حتى فاز في النهاية بنيل شهادة العالمية النظامية عام 1342، 1923 م. ثم أنشيء قسم التخصص