كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 3)

والكتاب كما يراه كثير من الناقدين مجهودا علميا إنسانيا، فلا غرابة إذا أخذ نصيبه من ثناء المنصفين!!. . . ويقول زميله د. رجب البيومي عنه:
رجعت بذاكرتي إلى الوراء، أيام كنت طالبا بالنسة الأولى بمعهد دمياط الديني، وقد سبقني في التخرج فيه زميلي أحمد الشرباصي، تاركا خلفه ثناء مستطابا، تفيض به ألسنة المدرسين في المعهد، وآراء الأدباء، خارج الدراسة، من أندية السمر، ونزهات الراحة، ودهشت كثيرا حين علمت أن الطالب المتخرج في المعهد الابتدائي قد أصدر كتابا أدبيا في موضوع توجيهي تحت عنوان: «حركة الكشف»، ولم يكن الكتاب مقالات متناثرة في موضوعات متفرقة، تزدحم بها الأساليب الإنشائية والخيالات البعيدة. كما نلاحظ دائما في إنتاج الشداة من الناشئين، والطامحين من المراهقين؛ ولكنه كان كتابا هادفا يسعى إلى غرض، ويدور حول فكرة، فاجتمعت له الأصالة والجدة مع التوجيه الدافع، والحرص الغيور،. .
وقد انتقل الإعجاب بهذا الكتاب إلى الدوائر الأدبية في القاهرة، فأفردت له مجلة الرسالة (عدد 10 يناير سنة 1938) صفحة خاصة تحدث فيها الأستاذ محمد سعيد العريان عن الكتاب وصاحبه، فقال فيما قال:
«ها هو ذا أزهري فتي يضرب المثل لإخوانه الأزهريين في الفتوة الرحيمة، التي تعمل للإنسانية. . . يا له من فتى متمرد؛ لا. . . لا تسموه متمردا، إنه يعرف ما عليه من تبعات الرجولة في غد، فأعد للغد عدته، فلا عليه إن كان هو وحده الفتى الكشاف من الأزهر الكبير وروافده. . إني لفخور به»!!. . .
وأخذنا حينئذ نطالع مقالات أسبوعية يفاجئنا بها الشرباصي في مجلات مختلفة، وكان عجيبا أن تصدر «السياسة الاسبوعية» (في 9 يوليو

الصفحة 469