كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 3)

الازدهار والجلال، وبخاصة بعد أن دمر المغول في غزواتهم كل معاهد العلم في العالم الاسلامي، وبعد أن قضى الاسبانيون على المدارس الإسلامية في الأندلس، ولم يبق في العالم الإسلامي على رسالة العلم والثقافة وبناء الحضارة غير الأزهر الشريف.
ولما فتح سليم الأول العثماني مصر، أخذ يظهر التودد إلى العلماء، والرعاية للأزهر، ويكثر من زيارته والصلاة فيه، وأمر بتلاوة القرآن به، وتصدق على فقراء طلابه.
وفي عام 1004 ه‍- 1595 م جدد الأزهر وإلى مصر العثماني الشريف محمد باشا في عهد السلطان العثماني محمد الثالث، ورتب لطلبته الفقراء طعاما يجهز لهم كل يوم، فكان ذلك حافزا كبيرا على زيادة الاقبال عليه.
ولم يكن للأزهر قانون معين، حتى عام، 1288 ه‍- 1872 م، ففي هذا العام، وفي عهد شيخه الشيخ محمد العباسي وضع قانون للتدريس في الأزهر صدر به مرسوم خديوي بتاريخ 22 من ذي القعدة عام 1287 ه‍- 3 فبراير 1872 م-نص فيه على ما يلي:
1 - أن يكون الحصول على شهادة العالمية بامتحان يجري على يد لجنة من العلماء يختارهم شيخ الجامع.
2 - أن يقسم العلماء إلى درجات ثلاث: أولى وثانية وثالثة.
3 - أن تكون العلوم التي يمتحن فيها الطلاب هي: الفقه-الأصول- التوحيد-الحديث-التفسير- النحو - الصرف - البلاغة - المنطق.
ولم يكن يسمح بدخول الامتحان إلا لستة من الطلاب، فإذا ازداد العدد يرجح منهم من امتاز بالشهرة أو بكبر السن.
وفي عام 1312 ه‍- 1895 م في عهد الخديو عباس الثاني وضع

الصفحة 495