كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 3)

شخصيته:
كان الفقيد المغفور له قوي الملكات، ناضج العقلية، واسع الثقافة، لا يغلب على رأي، ولا تتلعثم في لسانه حجة، وكان قوي الحجاج شديد الجدل، كما كان جذاب الشخصية، وديع النفس، بعيد التفكير، معتدا بنفسه ورأيه، يأبى أن تهأن كرامته، ويقف في سبيل ذلك مواقف العناد واللجاج.
وكانت حياته كلها آلاما وأحزانا، بكى لمرضه، وبكى لآماله الذاوية، وبكى لجسده المحطم، ويئس من الحياة، وأخذت أشباح الموت ترتسم في ذهنه وأمام بصره، حتى هدت قوته وحطمت كيان صحته، وخر صريعا بيد الأمل.
شعره:
جمعت معه شعره الضخم كله في ديوان، ثم عرض عليه ناظر المدرسة تلبانة الإلزامية-و كان اسمه الشيخ عبد الباسط-أن يأخذ ديوانه لطبعه فأعطاه له، وظل لديه أكثر من ثلاث سنين، ثم مات الفقيد، فأنكره وادعى أنه فقد من المطبعة التي سلمه إليها.
وعلى أية حال ففقدان هذا الديوان الثمين لم يحل بيني وبين جمع كثير من أصول قصائده الشعرية، مما نشرته في كتابي «بنو خفاجة». .
ومن شعره قوله يهنىء ابن عمه محمود عصر خفاجي بالليسانس:
أهلا وسهلا طالع ميمون فليهنأ التشريع والقانون
فخر لمدرسة الحقوق وعزة وفخارها بنجاحه مقرون
أوتيت سؤلك والعدالة ترتجى قسا بشخصك للحقوق يبين
يا عبقريا للطروس يساره ترجى وللأقلام منه يمين
فخر لأصل أنت بعض فروعه دنياك وافت واطمأن الدين

الصفحة 535