كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 3)

شيدت مجدا في ذرا الأهرام لم يدركه رمسيس ولا أخناتون
لسواهم الأهرام والذكرى لهم لكن جهدك بالخلود قمين
سر في سبيل المجد فالتاريخ في صفحاته لك موضع مرهون
إن رمت تهنئة فإني عاجز من ذا أهنىء لا أكاد أبين
أأهنىء الليسانس أن فازت به أم رب حق حقه مكنون
ومن شعره كذلك هذه القصيدة:
إلى اللّه شكواي لا للبشر فمنه له المبتدأ والخبر
هو المرسل الضر وهو الذي بقدرته أن يميط الضرر
وما الناس؟ والناس كل له لهيب شكاة تذيب الحجر
وما بلغ الناس ما أملوا من الدهر والدهر جم الغير
يموت الفتى دون آماله وكم أمل في ثنايا الحفر
وما الأدباء وما الأغنياء وكل له أمل ينتظر
ولكن أولئك قد صرحوا وعي سواهم لهم قد ستر
وفرقهما أن آمال ذا عظام وآمال ذا تحتقر
فذاك يرى الشمس من تحته وذا لا يجاوز سطح النهر
وليس مصابي سوى أنني فقدت السعادة حتى الأثر
مصابي شبابي وعهد الصبا وقد كان لي باسما فاكفهر
شباب يضيع كزهر الربيع هوى حين يبسم غض الزهر
كأن المحلق أصاب الهلال ولم يكتمل ليلة اثنى عشر
وقد كان مستقبلي زاهرا فجف ولم يؤت بعض الثمر
وما بي سوى مرض في الفقار تغلغل في الجسم حتى انفطر
فأفقدني كل مستمتع من السير فالجسم إن قام جر
مناطق مخي منهوكة من الداء والنطق قد خور
سألت الطبيب فلم يغنني وعى وقد نال منه الحصر
وقال (انكسيك) موروثة وقد ينقل الداء ممن غبر

الصفحة 536