كتاب الأصول في النحو (اسم الجزء: 3)

فإنّما احتاجَ إلى تحريكهِ فبناهُ على "فَعَلٍ" كَما قالَ1:
"ولَمْ يُضِعْها بينَ فِرْكٍ وعَشَق ... "
وإنَّما هُوَ عِشْقُ فاحتاجَ فبناهُ على "فَعَلٍ".
قالَ المازني: وزعمَ الأصمعي قَالَ: سألتُ أَعرابيًا ونحن بالموضعِ الذي ذكرَهُ وزهيرُ حيثُ يقولُ:
ثم استَمرّوا وقَالوا: إنَّ مشرَبكم ... مَاءٌ بشرقيّ سَلْمَى فَيْدُ أَوْ رَكَكُ2
هل تعرفُ "رَكَكاً" فقالَ: قَدْ كانَ هَهُنَا ماءٌ يُسَمَّى ركًّا. فهذَا مثلُ فَكَكٍ3 فإذا أَلحقتَ هذه الأشياءَ التي ذكرتَ الأَلِفَ والنونَ في آخرها فإنّ الخَليلَ وسيبويهِ والمازنيَّ يدعونَ الصدرَ علَى ما كانَ عليهِ قبلَ أَنْ يلحقَ وذلكَ نحو: ردَدَانِ وإنْ أَردتَ "فَعُلانٌ" أَو "فَعِلانٌ" أَدغمتَ فقلتَ: "رَدَّانٌ" فيهما4 وكانَ أَبو الحسن الأخفش يظهرُ فيقولُ: رَدُدَانٌ وَرَدِدَانٌ ويقولُ: هُوَ ملحقٌ بالألفِ والنونِ فلذلكَ يظهرُ لِيَسْلَمًَ البناء5.
__________
1 هذا الرجز لرؤبة بن العجاج من أرجوزة في وصف المفازة. والشاهد سكون الشين والفرك: بالكسر: البغضة عامة، وقيل: الفرك: بغضة الرجل امرأته وبغضة امرأته له، وهو أظهر. وقد فركته تفكره فركا وفركا: أبغضته. والعشق: العشق وهو عجب المحب بالمحبوب، ويكون عفاف الحب ودعارته.
وانظر: المنصف 2/ 307 والتهذيب 1/ 170. واللسان "سرر، وعشق، وفرك" والديوان/ 104. وإصلاح المنطق/ 8/ 98. ومعجم مقاييس اللغة 4/ 321.
2 هذا البيت لزهير بن أبي سلمي والشاهد فيه فك الإدغام في "رك" ورك: محلة من محال سلمى أحد جبلي طيء، وقيل هو ماء.
وانظر: المقتضب 1/ 200. والمنصف 2/ 309. والخصائص2/ 334، والمحتسب 1/ 87. والكامل/ 324 والموشح/ 48، 250. والنوادر لأبي زيد/ 30 وشرح السيرافي 1/ 207. والأغاني 1/ 311، والديوان/ 167.
3 انظر: التصريف 2/ 309 ونوادر أبي زيد/ 30. والمسلسل/ 139.
4 انظر: الكتاب 2/ 402، والتصريف 2/ 309-310.
5 انظر: التصريف 2/ 310، والهمع 2/ 181.

الصفحة 407